إن الظروف البيئية والاقتصادية التي نعيشها استدعت الحاجة إلى التشديد أو حتى منع الإحتطاب ، حيث إن الإحتطاب العشوائي والرعي المجحف يسببان العديد من المشاكل البيئية كما يتسبب بإزالة الغابات وتحويلها إلى استخدامات أخرى للأرض في زيادة الآثار السلبية على المكان، ويحدث ما يسمى بتآكل التربة بما بشبه التصحر، وذلك مع التقدم غير القانوني في عمليات الإحتطاب نحو الغابات المستدامة.

لقد باتت عمليات التحطيب غير القانونية وقطع الأشجار، ونقلها، أو استخدام منتجاتها مثل الأخشاب لتحقيق مكاسب اقتصادية في زيادة، وهو تنطوي على استخدام طرق فاسدة للوصول إلى الغابات أو المناطق المحمية، وجمع الأشجار أو قطعها دون موافقة، وبيعها في مكان آخر أو في الأسواق السوداء كخشب، في هذا المقال سوف نتكلم عن أهم الفوائد التي يمكن الحصول عليها من خلال منع التحطيب العشوائي بالإضافة إلى أهمية تنظيم الرعي وفوائده على البيئة.
 ما هي الفائدة المرجوة من منع الل وتنظيم الرعي؟
هناك العديد من الفوائد المرجوة من منع التحطيب وتنظيم الرعي، والتي تنصب جميعها في صالح الغطاء النباتي وفوائد توفر الأشجار والطبيعة الأم من حولنا من أهمها:
الفوائد البيئية
تغيّر الأشجار من البيئة التي نعيش فيها عن طريق تعديل المناخ، وتحسين جودة الهواء، والحد من جريان مياه الأمطار، وإيواء الحياة البرية، فالأشجار تساعد على توفير درجات الحرارة المعتدلة من خلال خلق تأثير التبريد الذي يمكن أن يقاوم التأثير الحراري، كما يمكن أن تساعد أوراق الشجر على أن تكون مصدات طبيعية للرياح، فضلا عن توفير الحماية من هطول الأمطار، وإلى جانب كل ذلك يتم ترشيح الهواء الذي نتنفسه عن طريق إزالة الغبار والجسيمات الأخرى وإطلاق الأكسجين، هذا الأمر لن يكون متوفراً مع عمليات التحطيب غير المدروسة، ويمكن اعتبار ذلك من أهم فوائد منع التحطيب، ذات الأمر ينطبق على عمليات تنظيم الرعي التي تجعل الأرض جرداء وكأن أحد لم يسكنها من قبل.
الفوائد الاقتصادية
تجذب المجتمعات والمناطق التجارية التي تتمتع بغطاء نباتي صحي سكاناً جدداً وصناعات وأنشطة تجارية، حيث إن المنازل ذات المناظر الطبيعية مع الأشجار تباع بسرعة أكبر وتساوي 5٪ إلى 15٪ أكثر من المنازل التي لا توفر حولها غطاءً نباتياً، وعندما يكون الشارع بأكمله مبطناً بالأشجار، قد ترتفع الأسعار لأكثر من 25% و حيثما توجد الأشجار، تستأجر الشقق والمكاتب بسرعة أكبر ويكون معدل الإشغال أعلى فيها ؛ العمال أكثر إنتاجية وأقل غياب.
الفوائد الاجتماعية
حيث يشعر البشر بتأثير مهدئ من قرب الطبيعة، إن الهدوء الذي نشعر به يمكن أن يقلل بشكل كبير من الإجهاد والتعب ، وحتى تقليل وقت الشفاء من الجراحة والمرض. يمكن أن تساعد المساحات الخضراء أيضاً على تقليل مستويات الجريمة داخل البيئات الحضرية.
 على نطاق أوسع، تحافظ الأشجار على بيئتنا العالمية بطرق شاملة، وذلك من خلال  عملها كمصدر أول لامتصاص الغازات السامة، تمتص الأشجار كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من غلافنا الجوي، فإذا لم تقم الأشجار بهذه الوظيفة الحيوية، فلن يكون هناك الكثير لتخفيف آثار الاحتباس الحراري العالمي، هذا الأمر من شأنه أن يتضاعف في حال استمرت عمليات التحطيب العشوائية باجتثاث ما تبقى من بيئتنا.
تبدو أهمية الأشجار  والغطاء النباتي ككل واضح عندما يحاول المرء أن يتخيل عالما بدونها، إن الهواء والماء النظيف، والطعام لموائدنا، بالإضافة إلى إلهام حواسنا ليست سوى بعض الأشياء التي نستمدها من الطبيعة، وهي أهم الفوائد التي يمكن الحصول عليها من خلال منع التحطيب وتنظيم الرعي على حد سواء.